و لكون الفراق أسوأ ما يكون بين المتحابين فقد كان لذكر الفراق في تراثنا الأادبي نصيب كبير ، فنجد الشعراء يذكرون لوعاته وأحزانه ، وتلك الدموع السخينة التي تسكب في لحظات الفراق، و تجدهم يصبر بعضهم بعضا في مواجهة الفراق و أشجانه…
و من أرق وأفضل قصائد الشوق و الفراق هذه القصيدة التي أحببت أن أتحفكم فيها وهي تندرج ضمن قصائد الحب الأخوي الذي نفتقده كثيرا هذه الأيام:
أخي صبراً على ألم الفـراقِ
كلانا للنوى والشوق باقـي
إذا انفصلت هياكلنا وبانـت
فروحي نحو روحك في عناقِ
تودعني أخي والدمع جـاري
ودمعي في المحاجر والمآقـي
بكى قلبي وما سالت عيونـي
وفاءً بالغاً أقصـى المراقـي
تخاف على الأحبة في فؤادي
إذا ولى مع الدمـع المراقـي
فيالك حسرة هـزت كيانـي
أما لي من لظى الحسرات واقِ
دموعك هيجت نيران قلبـي
وتلك النار تؤذن باحتـراقِ
أراكم أخوتك عند التوانـي
ويبقى طيفكم رغم الفـراقِ
سنذكر عهدنا بجميل ذكـرٍ
وما عشناه في أسمـى وفـاقِ
ونحيـى بالمحبـة والتـآخـي
ونهتـف للأحبـة باشتيـاقِ
وأذكركم ويأتينـي خيـال
يعاودني إلـى يـوم التـلاقِ
أتنساهم ؟ ويقطعها جوابـي
رويدك هل ترى أنت رفاقي
أراكم أخوتي وسط الليالـي
نجوما لا تمـل مـن إئتـلاقِ
لقد سال النشيد على لساني
كما دب السرور إلى البواقي
يقول الناس من هذا غريـب
لأني في ذرى العليـاء راقـي
جعلت الناس والدنيا ورائـي
وآثرت الهدايـة بالتصاقـي
فجال بسائر الأعماق صوت
تردد في حناياهـا الرقـاقِ
ألا تنوي بركبهـم إلتحـاق
فقلت وهل لغيرهم إلتحاقي