2008 / 14 ديسمبر

الحاج مدبولي وأنا !!!


 

في الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1429 للهجرة الموافق السادس من شهر ديسمبر هذا العام (2008) توفي أشهر ناشر كتب عربي .. الحاج مدبولي .. أو محمد مدبولي الذي ولد سنة 1938 للميلاد .. و كان قد بدأ حياته بائعا للصحف ، و قد قام بتعويض النقص الذي كان يحسه لعدم مواصلته لتعليمه بالإنكباب على بيع الكتب و نشرها بعد أن أسس اول دار نشر خاصة به .. و بدأ الحاج مدبولي بنشر الكتب المثيرة للجدل ككتب الماركسيين و الوجوديين ، ثم بدا بنشر الكتب المحظورة سياسيا خاصة من قبل الحكومة المصرية و السعودية.. و كان يوزع اصدارات دار الآداب الللبنانية .. و رغم أن كان يدعي الناصرية إلا أنه نشر كتبا ضد عبدالناصر … فهو كان يرى أن من حق القاريء أن يقرأ كل شيء. و كان له مع السلطات المصرية قضايا كثيرة بسبب نشر كتب محظورة بلغ عددها 24 قصية.. إلا أنه في أواخر حياته أعدم أحدث طبعتين من كتاب “سقوط الإمام” ومسرحية “محاكمة الله أمام مؤتمر القمة”، لنوال السعداوي ، قائلا في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية آنذاك: “أنا رجل متدين، وهذه الكتب تسيء للذات الإلهية”. و حسنا فعل فهذه الحرباء تستحق ذلك..

عموما لا أنس مقابلتي للحاج مدبولي قبل أكثر من سنة في مكتبته بميدان طلعت حرب حيث كنت أبحث عن مجموعة كتب تراثية كثيرا منها نفد من السوق ، و لما لم يستطع موظفوه مساعدتي ، استدعوه و كان مظهره متواضعا جدا ، يتصرف على سليقته دون تكلف ، و جعل يقرأ معي القائمة وكلما قرأ عنوانا قال : “كان عندنا” يلهجة مصرية قحة، و لما تبين له أنه لا يملك من قائمة الكتب التي كنت أبحث عنها 0 حوالي 14 كتاب) إلا إثنان ، قال لي مازحا بغضب : ” إنت جاي من فين !!!” …

رغم إن مقابلتي للحاج مدبولي إلا أنه ترك في نفسي انطباعا جميلا عنه رحمه الله و غقر له ، و لعل أقل ما فعله الحاج مدبولي هو أنه أقرى المكتبة العربية بمئات الكتب – و إن كان بعضها تجاري بحت – منجزا ما لم تنجزه وزارات الثقافة العربية المزعومة و التي ليس لها من الثقافة إلا الإسم الذي ظلم بها و ظلمت به...

أبدِ إعجابك وشرفنا بمتابعتك:

No comments so far.

LEAVE YOUR COMMENT