2009 / 19 أبريل

صلوات طفل زنجي صغير


تعتبر هذه القصيدة من روائع الأدب الزنجي المكتوب بالفرنسية ، نضمها الشاعر الشهير “گي تيروليان”.

الذي ولد في حوالي 1917 في جزيرو گواديلوب و توفي فيها سنة 1988.

كان گي رجل أدب وشاعر من الطراز الأول . قضى ردحا من شبابه في أفريقا حيث عمل كإداري في قوة الاستعمار الفرنسي ، ثم عمل كموظف في الأمم المتحدة. اشترك مع Léopold Sédar Senghor,و Aimé Césaireفي حركة الانتماء الزنجي.

و كانت هذه القصيدة من بواكير شعره ،و أصبحت ذائع الصيت لما تحمله من حزن وشجن وتعبير عن مآسي العرق الأسود التي كابدها على أيدي المتعمر الغربي، وقد نشرت في ديوانه الموسوم “ Balles d’or” أو “الكرات الذهبية”، ومن أعماله المهمة الأخرى نذكر:

Feuilles vivantes au matin أو “أوراق الصباح الحية”.

و هذه صورة الشاعر:

و الآن أترككم مع القصيدة و نصها الفرنسي من ترجمة الأديب المغربي العربي لغواتي في موقع المرساة.

مولاي

إني جد منهك

ولدت متعبا

وقد سرت كثيرا منذ صاح الديك

وشاق ووعر ذاك الدرب الذي يوصل إلى مدرستهم..

مولاي لا أريد أن ارتاد مدرستهم ..

ساعدني أرجوك كي لا ارتادها أبدا ..

أريد أن اتبع والدي في المسارب الباردة .

حينما يسبح الليل في خبايا الغاب .حيث تندس الأرواح يطاردها الفجر .

أريد أن أسير حافي القدمين عبر الأزقة المحرقة

وهي تمتد عند الزوال إلى البحيرات الملتهبة

أريد أن أنام قيلولتي على جذع شجرة المانجا المثقلة

وأستيقظ ،

عندما ترن هناك أجراس البيض..

والمعمل

المترامي على محيط القصب..

يقذف على البوادي طاقمه الأسود.

مولاي لا أريد أن ارتاد مدرستهم

ساعدني أرجوك كي لا ارتادها أبدا.

يقولون: يجب أن يرتادها الطفل الزنجي ..

ليصبح مثل..

سادة المدينة ..

سادة المدينة المحترمين ..

وأكره أن أكون..

كما يريدون ..

سيدا من المدينة

سيدا كما يجب.

أحب أن أتسكع طول حقول القصب ..

حيث الأكياس الفارغة..

يملأها سكر أسود

كسمرة جلدي .

أحب

حين القمر العاشق

يهمس في أذن أشجار

الكوكو المائل

فأسمع ما يقول

في جوف الليل

صوت عجوز منكسر يحكي مدخنا ..

قصص زامبلا

والجد الأرنب

وكثيرا من الأشياء الأخرى..

التي لا توجد في كتبهم .

مولاي. ليس للزنوج –كما شئت – إلا الكدح.

فلماذا يرغمون على..

الحفظ في الكتب..

التي تحدثنا عن أشياء

ليست من هنا.؟؟

و إن

مدارسهم كئيبة..

كئيبة كسادتهم..

سادة المدينة

هؤلاء السادة المحترمين كما يجب

الذين لا يعرفون الرقص ليلا على ضوء القمر.

الذين لا يعرفون المشي حفاة القدمين..

الذين لا يعرفون سرد الخرافات في السهرات

مولاي .. لا أريد أن ارتاد مدرستهم.

Prière D’un Petit Enfant Nègre

GUY TIROLIEN

Seigneur

je suis très fatigué

je suis né fatigué

et j’ai beaucoup marché depuis le chant du coq

et le morne est bien haut qui mène à leur école

Seigneur je ne veux plus aller à leur école ,

faites je vous en prie que je n’y aille plus

Je veux suivre mon père dans les ravines fraîches

quand la nuit flotte encore dans le mystère des bois

où glissent les esprits que l’aube vient chasser

Je veux aller pieds nus par les sentiers brûlés

qui longent vers midi les mares assoiffées

je veux dormir ma sieste au pied des lourds manguiers

je veux me réveiller

lorsque là bas mugit la sirène des blancs

et que l’usine

ancrée sur l’océan des cannes

vomit dans la campagne son équipage nègre

Seigneur je ne veux plus aller à leur école

faites je vous en prie que je n’y aille plus

Ils racontent qu ‘il faut qu’un petit nègre y aille

pour qu’il devienne pareil

aux messieurs de la ville

aux messieurs comme il faut;

Mais moi je ne veux pas

devenir comme ils disent

un monsieur de la ville

un monsieur comme il faut

Je préfère flâner le long des sucreries

où sont les sacs repus

que gonfle un sucre brun

autant que ma peau brune

Je préfère

vers l’heure où la lune amoureuse

parle bas à l’oreille

des cocotiers penchés

écouter ce que dit

dans la nuit

la voix cassée d’un vieux qui raconte en fumant

les histoires de Zamba

et de compère Lapin

et bien d’autres choses encore

qui ne sont pas dans leur livre .

Les nègres vous le savez n’ont que trop travaillé

pourquoi faut il de plus

apprendre dans des livres

qui nous parlent de choses

qui ne sont point d’ici .

Et puis

elle est vraiment trop triste leur école

triste comme

ces messieurs de la ville

ces messieurs comme il faut

qui ne savent plus danser le soir au clair de lune

qui ne savent plus marcher sur la chair de leurs pieds

qui ne savent plus conter de contes aux veillées

Seigneur je ne veux plus aller à leur école.

أبدِ إعجابك وشرفنا بمتابعتك:
  • سلم يمناك يا نواف ابداااع مميز

  • العربي لغواتي / 17 يونيو 2009 AT 10:14 مساءً

    الأخ العزيز نواف.
    القصيدة التي قمت بترجمتها هي أروع ما قيل في الادب الزنجي .
    وفيما يعانيه الإنسان الزنجي.
    وقد وجدت فيها تكريما لهذا العنصر الذي ما زال يعاني.
    ألف شكر لإضافة اسمي إلى جانب جنابك الكريم . واتنى لك التوفيق.
    ألف شكر . أنتظر اتصالك.

  • أخي فايز الغنيم ..
    شرفني مرورك .. وكلماتك المشجعة .. دما أخا و صديقا..
    لك شكري ورفاني..

  • أخي لعربي لغواتي..
    صدقني سعدت كثيرا عندما رأيت تعليق .. و كم أسعدني مرورك العبق وكلماتك الجميلة… ولك مني وافر الشك على هذه الترجمة السلسة و هذا الذوق الرفيع .. ولا تحرمنا من جديدك ..
    دمت اخا وصديقا و معلما…
    لك مني أرق التحايا..

  • العربي لغواتي / 5 يوليو 2009 AT 12:58 صباحًا

    العزيز نواف بل الشرف الكبير لي بتواجدي بين اشقائي العرب في كل مكان.
    سلمت روحك أخي .
    بإمكانك الرجوع إلى المرساة للإطلاع على كل ما كتبت . ولك حرية التصرف ، وهو ملك لك ولأبناء وطننا العربي الكبير.
    ألف شكر ودمت شقيقا ، وذواقيا رائعا.
    دم متالقا . أخوك العربي.

LEAVE YOUR COMMENT