كتاب الجحادلة من قبيلة حرب

صدر مؤخرا عن مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع كتاب قيم للأستاذ / محمد بن حميد الجحدلي الحربي عنون له بـ” الجحادلة من قبيلة حرب : نسبهم- فروعهم- ديرهم – أعلامهم” . و يقع الكتاب في 143 صحيفة من الحجم المتوسط ، طبعت على ورق الشمواة الفاخر والمريح للنظر.
افتتح المؤلف كتابه بإهداء إلى أبناء قبيلته الأعزاء. تلى ذلك شكر و تقدير وعرفان لمن تعاون معه في إعداد الكتاب وخص بالذكر الباحث المعروف فائز البدراني و النسابة الشريف إبراهيم بن منصور الأمير والباحث المعروف محمد بن فهد العوفي.
ثم قدم المؤلف لكتابه و ذكر في المقدمة أن الدافع لتأليف الكتاب كان توثيق أصل القبيلة و الرد على توهمات بعض الكتاب والنسابة المعاصرين حول أصل القبيلة.
و قد قسم المؤلف كتابه إلى :

• مقدمة
• الفصل الأول
• الفصل الثاني
• خاتمة

و في الفصل الأول تناول فضل علم النسب ، ثم تكلم حو أصل قبيلة حرب الخولانية بشيء من التفصيل، تلى ذلك تفصيل لنسب زبيد المسروحية الحربية. ثم خلص المؤلف إلى أصل قبيلة الجحادلة حيث عدد القبائل والأسر التي تشابهت مسمياتها و مسمى قبيلة الجحادلة وإن كانت لا يجمعها نسب، ثم بين أن تشابه الأسماء مدعاة للخلط في الأنساب ، وهذا ما أوقع بعض النسابة والكتاب المعاصرين في خطأ نسبة قبيلة الجحادلة من حرب إلى الجحادلة من بني شعبة من كنانة وذلك لتشابه الأسماء وقرب الديار من بعضها البعض. و قد بين المؤلف النسب الصحيح لقبيلة الجحادلة من زبيد الحربية و عدد أحد عشر دليلا على صحة هذا النسب، ومن باب الأمانة العلمية و الشفافية في الطرح ذكر المؤلف الآراء المخالفة لدى بعض أبناء القبيلة و القائلة بأن قبيلتهم أصلا من جحادلة كنانة و دخلت حلفا مع زبيد المسروحية و الرأي الآخر الذي يرى أنها قبيلة مستقلة دخلت في زبيد ، ثم ذكر الدليلين الذين عليهما تعويل هذين الرأيين، ثم رد على هذين الرأيين وفندهما في خمسة نقاط رئيسة، وقد أفرد المؤلف جزءا خاصا للرد على من نسب قبيلة جحادلة حرب إلى بني كنانة حيث رد على أقول الشيخ عاتق البلادي في كتابه “نسب حرب”و الدكتور مبارك المعبدي في كتابه ” ملامح من تاريخ قبيلة حرب”. و خصص المؤلف ما تبقى من الفصل الأول في إثبات نسب قبيلة الجحادلة إلى زبيد من حرب الخولانية بالأدلة العقلية والنقلية و القائمة على الوثائق و الخطابات الرسمية القديمة والحديثة ، مفصلا تفصيلا قام على الشفافية و الحيادية والموضوعية التي تفترض في النقاش والبحث العلمي.
أما الفصل الثاني، فقد خصصه المؤلف لذكر فروع القبيلة وتفصيلها ، ثم تناول بالتفصيل ديار القبيلة وحدودها على ضوء الوثائق ، ثم تلى ذلك بتعديد مختصر لأبرز شيوخ القبيلة حتى وقتنا الحالي. تلى ذلك بذكر أسماء بعض أعلام القبيلة مرتبة هجائيا حسب الفروع ثم أبجديا حسب العوائل.
ثم عدد بعض أعلام القبيلة من كتبة الوثائق خلال الفتر من ( 1325 هـ إلى 1375 هـ).
ثم استغرق بقية الفصل الثاني في الحديث حول النظام الإجتماعي للقبيلة و تقسيماتها ، ثم أفرد قسما خاصا للحديث حول قوافل الحج و التجارة و التي تمر طرقها بديار قبيلة الجحادلة. وختم المؤلف الفصل الثاني بمقال رائع حول رحلات الصدف التي اشتهر بها أبناء مدينة ثول التي تخص الجحادلة من حرب.
ثم ختم المؤلف بحثه القيم بالتأكيد على انتساب قبيلة الجحادلة المقيمة في وادي ثول إلى زبيد المسروحية الحربية ، وشدد على صحة هذا النسب ، و نفي ما يدعيه البعض من أنه نسب تحالف، بين جحادلة بني شعبة وزبيد و ن هذا الإدعا باطل و وهم وقع فيه بعض المتأحرين بسبب تشابه اأسماء وقرب الديار.

تلى الخاتمة ملحق الوثائق الذي ضم سبعة وثائق مصورة عن أصولها.و ذكر مصدر كل وثيقة و تاريخها.
و أتبع المؤلف الوثائق بصورة كبيرة لوسم قبيلة الجحادلة ، ثم جدول لبعض وسوم الإبل عند قبيلة زبيد المسروحية الحربية، ثم جدول لوسوم الإبل عند قبيلة الجحادلة من بني شعبة من كنانة و التي يتوهم البعض وجود نسب بينها وبين قبيلة المؤلف.
و قد أفرد المؤلف ملحقا للمشجرات ، حوى 11 مشجرة و مخططين لتنظيم القبيلة في المرحلة الأولى والثانية.
و تبع ملحق المشجرات ، الفهارس التي ضمت أربعة فهارس هي :

• فهرس الأعلام
• فهرس المواضع
• قائمة المصادر و المراجع
• فهرس المحتويات

و قد أفرد المؤلف في نهاية الكتاب قائمة بأسماء المتعاونين معه من باب العرفان بالجميل.
و الكتاب بالمجمل بحث علمي قيم يعتمد على الطرح العلمي والموضوعي، وينتهج الشفافية و الاعتدال.
و كان بودي لو تناول المؤلف الجانب الأدبي للقبيلة ، حيث تعتبر قبيلة الجحادلة من فروع زبيد التي تمتلك موروث أدبي و شعبي غني حصوصا في مجال الشعر، ولون الزومالة، والكسرة، بالإضافة إلى الفنون الحجازية الأصيلة كالرديح والتقاطيف و الدمام و الخبيتي و غيرها..
كذلك تمنيت لوتناول المؤلف الحياة البرية في ديار القبيلة من حيوان ونبات و جبال و عيون … إلخ..
و لكن هذا لا يقلل أبدا من قيمة الكتاب الذي أعتبره إضافة قيمة إلى المكتبة السعودية فيما يخص الأنساب والتاريخ . وأنا أنصح كل مهتم في هذه المجالات اقتناء الكتاب فهو فعلا كتاب يستحق القراءة.